المجمع الكيميائي التونسي , خمسون عام من الخراب في قابس

  • انتصار قصارة –

وافق احياء اليوم العالمي للبيئة المعتمد من قبل منظمة الأمم المتحدة هذه السنة .  و الذي حمل شعار  » لا نملك سوى أرض واحدة  » .. خمسينية تركيز المجمع الكميائي بمدينة قابس والذي رفضت عديد الولايات في العهد البورقيبي تركيزه في مدنهم , لتكون الوجهة مدينة قابس

مجمع فرض ليكون مصدر تنمية للولاية , لتحول الى افة تقتل العباد و تستنزف جميع الموارد الطبيعية من زراعات و منتوجات بحرية . اليوم و مع مرور خمسين عام على وجود هذا المجمع و مع كل ما حمله معه من أضرار للمنطقة و سكانها أطلقت حركة  » stop pollution   »  صيحة فزع و نداء الى جميع مكونات المجتمع المدني من أجل بناء سياسات بيئية تنقذ المدينة من الموت في ظل تورط الدولة في هذه الجريمة حيث عقدت ندوة صحفية يوم 3 جوان 2022 أعلنت فيها عن جملة السياسات التي ستتبعها الحملة و النضالات التي ستخوضها جميع مكونات المجتمع المدني و التي انطلقت يوم 5 جوان 2022 بوقفة رمزية أمام المجمع الكيميائي بتونس العاصمة – لافايات بالتوازي مع تحرك شعبي بمدينة قابس للمطالبة بإغلاق المجمع و إنقاذ المنطقة من الموت الذي  يخلفه المجمع .

اطنان من مادة الفسفوجيبس تصب يوميا في خليج قابس ©Photo Slim Kacem

اما التنمية و اما الحق في الحياة

هذا هو النهج الذي اتخذته الدولة في التعامل مع هذه المأساة الإنسانية , فمنذ أن بدأت  الكوارث البيئية و الصحية تطفو على السطح و الدولة تمارس  في المقايضة لسكان قابس فإما أنا يرضى الأهالي بحالة الموت الدائم و التلوث البيئي مقابل مواطن الشغل التي يوفرها المجمع الكيميائي هكذا عبر لنا رؤوف بن محمد الذي أوضح في تصريح لموقعنا : « قابس من حقها الحياة و من حقنا التشغيل و التنمية فلا مجال للعب ورقة التنمية لتكميم الأفواه و على الدولة  غلق المجمع فورا « 

في نفس الوقت كان التحرك قد انطلق بمدينة قابس منددا بسياسة الدولة العرجاء في التعامل مع الازمة البيئية و التطورات المناخية و عجزها عن إيجاد الحلول الجذرية لإنهاء معاناة الأهالي و التعويض عما خلفه خمسون سنة من الدمار البيئي .

و قد شهد التحرك بتونس العاصمة عرضا مسرحيا رمزيا لشباب حركة  » stop pollution  » , رفعت فيه شعارات منددا بالوضع الكارثي أهمها ,  »  فكك الوحدات الملوثة » , « في قابس الألم اختلط الزفت بالدم  » .

جانب من الوقفة الاحتجاجية امام مجمع الموت © Photo Intissar Gassara

و  في نفس السياق أضاف الناشط البيئي رؤوف بن محمد لموقعنا :  » الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في تونس فضيحة , تونس ضحية التغيرات المناخية و هي واضحة للجميع , بالتالي هذا اليوم هو يوم للإحتجاج و ليس يوم للإحتفال , و نحن كحركة « stop pollution   » نحي عشر سنوات على بداية نشاطنا نعبر عن غضبنا ونعبر على اصرارنا  على ضرورة تغيير المنوال التنموي و الاقتصادي بقابس فالولاية في المرتبة الثالثة على مستوى البطالة و السياحة منعدمة … »

مجمع يصدر الموت و يستنزف الموارد الطبيعية

يبعد المجمع الكيميائي حوالي 100 متر عن المنطقة السكنية بقابس , مسافة كافية لكي يكون هذا المجمع المصدر الأول للموت الذي يعم مدينة قابس , أمراض سرطانية بالجملة ,  هي أكثر ولاية انتشر فيها هذا المرض , إضافة الى عديد الامراض الأخرى على غرار هشاشة العظام و ضيق التنفس و غيرها .

و قد صرح رؤوف بن محمد في اجتماع عام أمام المجمع الكيميائي بالعاصمة قائلا :

 » وزارة البيئة اليوم تحتفل باليوم العالمي للبيئة الا ان الدول المضطهدة و دول الجنوب تحديدا من العار أنها تحتفل بهذا اليوم لأن القوى الامبريالية مازالت تقوم بتفقير الشعوب … و العدالة المناخية غير متوفرة في دول الجنوب فهي التي تدفع ثمن تغيير المناخ و لنا في اتفاقية الاليكا مثال فالدول الكبرى لا تعتمد الزراعات التي تستزف المياه في حين انها تفرض وجود هذه الزراعات لاستنزاف المياه … »

جانب من الوقفة الاحتجاجية امام مجمع الموت © Photo Intissar Gassara

أما عن المجمع الكيميائي فقد صرح

« المجمع الكيميائي التونسي هو تعبيرة من التعبيرات الامبريالية نظرا لان مثل هذه الصناعات الكيميائية مفروضة على تونس  فأكثر من 80 بالمئة من انتاج المجمع الكيميائي متجهة نحو التصدير … المجمع الكيميائي يلقي في مادة الفسفوجيست بمعدل 16 الف طن يوميا في البحر إضافة الى الأورانيوم و غيره ….هذا  هو المس الحقيقي من الامن القومي فالمجمع الكيميائي اضر بخليج قابس و الواحات  بقابس, خمسون عام و المجمع الكيميائي يصدر في جميع أنواع الغازات السامة و هو ما اضر بالزراعات و الفلاح و هذا هو المس من الامن القومي . »

الناشط البيئي خيرالدين دبية من جمعية STOP POLLUTION

و قد دعت الحركة في بيانها الصادر في 3 جوان 2022رفقة جملة من مكونات المجتمع المدني الدولة  » الى الخروج من النمط الاستهلاكي المستنزف للموارد الطبيعية ’ و المياه و الطاقة على وجه الخصوص ’ و اعتماد سياسة تكريس إستعمال للطاقات المتجددة … » كما دعت الى  « الى انتقال بيئي فوري وواقعي و عادل لا يترك أحدا خلف الركب  » في ظل السياسات المعتمدة من الدولة سيظل سكان ولاية قابس و نشطاء المجتمع المدني يناضلون من أجل « عدالة مناخية و عدالة اجتماعية « 

 

Article précédentسليانة – بعد انقطاع دام 5 أيام , الاقصاب تروى من جديد
Article suivantالطبوبي:نجاح الإضراب بنسبة 96,22 بالمئة