تعزيزات أمنية و منع بوليسي للتظاهر في ذكرى الثورة

منذ قرارات 25 جويلية الى اليوم و الشارع يعج بالمتظاهرين ممن يناهضون قيس سعيد و مواقفه من مختلف الاطياف السياسية و التوجهات الفكرية , و من هم مساندين له و داعمين لقرارته ,  و بعد إقرار 17 ديسمبر يوما وطنيا للاحتفال بتاريخ  بالثورة التونسية عوضا عن 14 جانفي تعالت الأصوات في شارع الحبيب بورقيبة يوم 17 ديسمبر 2012 لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات من اندلاع الثورة التونسية

تقرير إنتصار قصارة

الا أن 14 جانفي يبقى تاريخا رمزا بالنسبة لأغلب من شاركوا في الثورة , فهو تاريخ تحرير شارع الحبيب بورقيبة من قوات بوليس و تاريخ سقوط رأس السلطة و رمز القمع و الاستبداد , في حين يعتبره البعض الاخر تاريخا للانقلاب على الثورة و دماء الشهداء و تمهيدا للالتفات عليها

 اليوم 14 جانفي 2022 شهدت العاصمة تونس تعزيزات أمنية كبيرة جدا انطلقت منذ ساعات الصباح الأولى  , لتشمل كل من ساحة الجمهورية بالباساج و شارع باريس و كل المداخل المؤدية الى شارع الحبيب بورقيبة و شارع محمد الخامس . و قد جاءت هذه التعزيزات الأمنية على خلفية دعوة عديد المكونات السياسية للتظاهر بشارع الحبيب بورقيبة , إضافة الى القرارات الصادرة مؤخرا القاضية بمنع كل التجمعات و التظاهرات و فرض حظر الجولان منذ الساعة العاشرة ليلا نتيجة لعودة تفشي فيروس كورونا بالبلاد  . و في هذا الاططار دعت كل من حركة النهضة و حراك مواطنون ضد الانقلاب و التيار الديمقراطي و حزب التكتل و الحزب الجمهوري أنصاره و عامة الشعب الى النزول الى الشارع بداية من الساعة الثانية بعد الزوال معتبرة هذا المنع صادر عن مواقف ساسية لا مصالح صحية ,  فكانت الشعارات المرفوعة تنادي « باسقاط الانقلاب » و  » العودة للديمقراطية  » التي أفرزتها الانتخابات على حد تعبيرهم

تصوير : ريم الشعباني

في حين دعى حزب العمال و مجموعة من الشباب الناشط في المجتمع المدني الى التجمع في ساحة الجمهورية بالباساج و التوجه بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال أمام البنك المركزي للتنديد « بالانقلاب » و » سياسة قيس سعيد الشعبوية » و « قانون الميزانية الذي جاء وفقا لإملاءات صندوق النقد الدولي  » تبعا للشعارات التي تم رفعها اليوم في مسيرتهم , و قد شهدت مسيرة حزب العمال مواجهات بين الأمن و المتظاهرين على اثر منعهم من الانطلاق نحو البنك المركزي , ليتمكن بعدها المتظاهرون من كسر الحاجز الأمني و مواصلة المسيرة  وسط نفس التعزيزات الأمنية

أما من جهة محمد الخامس و تقاطع جون جوراس و شارع الحبيب بورقيبة كانت المواجهات بين المتظاهرين و الأمن أعنف فقد واجهت قوة البوليس كل من أراد الوصول الى شارع الحبيب بورقيبة بخراطيم المياه و الغاز المسيل للدموع  و عدد من الايقافات لعدد من المتظاهرين

تصوير : ريم الشعباني

و قد طالت التجاوزات الأمنية اليوم عدد من الصحافيين و الإعلاميين الذين تمت هرسلتهم  و الاعتداء عليهم و افتكاك معداتهم و إيقاف البعض منهم على الرغم من الاستظهار بالبطاقات المهنية , ليتم بعدها اطلاق سراحهم

Article précédentL’homme qui s’est sacrifié pour ses convictions (1).
Article suivantTunisie -Agression policière du journaliste de ‘Libération’ Mathieu Galtier