مسلسل حرقة – عماد السلطاني: بالمال يبيعون الفن و المبادىء و مسلسل الحرقة لم يقدم حلولا للهجرة الغير نظامية

تبث قناة الوطنية الأولى منذ مطلع شهر رمضان ، مسلسلا تلفزيونيا يتعرض لظاهرة الهجرة غير النظامية و جذورها المجتمعية و تعامل السلط معها بمختلف الاوجه بما فيها التواطئ مع المتاجرين بالبشر ومخاطر عبور البحر الأبيض المتوسط. مسلسل « الحرقة » للمخرج التونسي الأسعد الوسلاتي ، حقق نجاحا جماهيريا خلال ايام عرضه الاولى. و لئن ذهبت جل التقيمات الفنية و السينمائية للعمل إلى الاثناء على نجاح المخرج و الممثلين في تجسيد مآسي الحرقة ، فإن بعض التقييمات ناقشت رسالة العمل الفني و مدى خدمتها لقضايا المهاجرين و حق الانسان في السفر و التنقل دون حسابات و حدود سياسية.

روتس تي في التقت الناشط عماد السلطاني ، عن جمعية « الأرض للجميع » ، المعروفة بالتزامها لصالح رؤية أكثر إنسانية لحرية تنقل الأفراد

« كيف تقيم مسلسل « الحرقة

بعد مرور ايام عن بث مسلسل حرقة أعتبره مسلسل في خدمة مصالح الاتحاد الاوروبي و الحكومة التونسية و هذا طبيعي نظرا لأن العمل ممول و مساند من الاتحاد الاوروبي و منظمات منها المنظمة الدولية للهجرة ٠ صحيح أن المسلسل وصف جيدا الواقع التونسي لكنه حمل المسؤولية للحلقة الاضعف و هي الأمن و العائلة فقط . هذا المسلسل تطرق الي الأحياء الشعبية و البطالة لكن لم يعالج بشكل جيد قضايا خريجي السجون الذين يستحيل عليهم اعادة الاندماج في المجتمع والظفر بعمل في تونس جراء بطاقة سوابقهم العدلية المعروفة في تونس بالبطاقة عدد 3 فلا بديل لهم غير ركوب قوارب الموت

كيف تقيم السيناريو و هل لك مآخذ عليه

السيناريو لم يتعرض لمسألة غلق الحدود من طرف الاتحاد الاوروبي جراء التأشيرة المستحيلة ولم يتطرق لنهب و تخريب دول الاتحاد الاوروبي للدول الأفريقية و من ضمنها تونس مما يؤدي الي تهجير الشعوب. كما ان العمل لم يتعرض الي الاتفاقيات المبرمة بين تونس و الاتحاد الاوروبي في مجال الهجرة و التي يحصل بمقتضاها الطرف التونسي على مساعادات مالية مقابل حرمان المهاجر التونسي من حقوقه في حرية التنقل. و ما أعيبه حقيقة على العمل الفني انه و للأسف لم يشرالى تواطئ بعض المسؤولين في الدولة التونسية ولم يتحدث عن المسؤول الاول في فشل ملف الهجرة غير النظامية وهي سياسة الاتحاد الاوروبي الفاشلة

ماهي رسالة المسلسل حسب رأيك

هذا العمل يريد أن يقول لكل مهاجر تونسي او غيره لا تهاجروا وعملوا على تخويفه بكل الأشكال دون طرح حلول كفتح الحدود و تسهيل الهجرة المنظمة. لكن هذا لن يذكر لتضاربه مع مصالح و رؤى الجهات الداعمة و لذلك اعتبرت أن بالمال يباع الفن و المبادىء و ان هذا المسلسل لم ينجح في طرح موضوع الحرقة بالشكل الذي نريده

وتتضارب التقيمات و التعاليق في هذا الموضوع، فالعمل الفني على حد تعبير اهل الاختصاص غير مطالب الزاما بالاجابة على كل هذه الاسئلة و تقديم حلول لها و انما مجرد طرح هذه الاشكاليات و حسن تأدية الادوار اضافة الى حسن اختيار الصور و جمالية اخراجها تعتبر نجاحا لاول عمل يتعرض لظاهرة الحرقة في تونس بهذا الشكل المعمق

سليم قاسم

Article précédentMAROC – Démission de Nasser Zefzafi, le leader du Hirak du Rif
Article suivantبلاي أوف السلة الامريكي (الإن.بي.إي): الكليبرز يعيد توزيع الاوراق في نصف نهائي الغرب و عودة اتلانتا و ميلووكي تمدد التشويق في المنطقة الشرقية