- انتصار قصارة –
يوم 25 جويلية تاريخ اعتبره الجميع تاريخ فاصل بين العشرية السوداء وموعد رفع المظلمة الاجتماعية على الشعب التونسي , الا أن هذا التاريخ بإجراءاته الاستثنائية لم يغير شيئا من واقع الفئات المهمشة و لم يفتح الى اليوم باب العدالة الاجتماعية و المحاسبة لكل من نكل بالبلاد و العباد
. و في هذا الاطار نظمت تنسيقية الحركات الاجتماعية أمس 09 ماي 2022 وقفة احتجاجية رمزية أمام المسرح البلدي بالعاصمة حضرها ممثلون عن مختلف الحركات الاجتماعية من معطلين عن العمل على معنى القانون عدد 38 الة عمال الحضائر و المفروزين أمنيا من أبناء الاتحاد العام لطلبة تونس الذين لم يتم انتدابهم الى اليوم
و على أهمية كل الملفات الاجتماعية و ضرورة البت فيها في أقرب الآجال حتى لا يكون الشارع هو المحدد من جديد في مدى مصداقية هذه الحكومة و يبقى ملف المفروزين أمنيا من أبناء الاتحاد العام لطلبة تونس أكثر الملفات التي خلفت نقاط استفهام عديدة , فهو ملف مفتوح منذ سنة 2015 عاقبت عليه عديد الحكومات و تداولت فيه مختلف الأطراف السياسية الا أنه لا يزال الى اليوم ملفا مفتوحا ينادي الشارع للانتفاض من أجل الحق في العمل
فردوس الزعيبي أحد مناضلات الاتحاد العام لطلبة تونس منذ سنة 2006 , من أبناء كلية الحقوق خاضت تجربة الاتحاد العام لطلبة تونس من أجل المبدأ و الوطن , و اليوم و هي أم ل3 أطفال و أحد المفروزين أمنيا تواجه الى جانب عدد كبير من رفاقها مماطلة الدولة و سياسة الاستهتار على رغم من وجود اتفاق رسمي مع الحكومة من أجل فض هذا الملف و انتداب المعنيين بالأمر في أجل لا يتجاوز شهر مارس من سنة 2022 وفقا لما أفادتنا به السيدة فردوس الزعيبي , و هو صرح به لها أحد المسؤولين بوزارة الشؤون الاجتماعية
و بالعودة الى تفاصيل الملف فقد أفادتنا محدثتنا ان هذا الملف المطروح منذ سنة 2015 قد تعرض الى جميع أنواع المماطلات و السمسرة اذ تم انتداب ما يقارب ثلاث مجموعات فقط من قائمة المفروزين امنيا على اثر العديد من التحركات و إضرابات الجوع و الاعتصامات .و تجدر الإشارة الى وجود قائمة من المفروزين التي بها عدد 818 مفروز تم الحاق عدد منهم ليتبقى من القائمة عدد قليل من المفروزين لا يزال الى اليوم لم يتم انتدابهم , و أضافت فردوس في هذا السياق و بالحديث على تلاعب الحكومات المتعاقبة بالملف الى الحاق عدد من الأشخاص الموالين لحركة النهضة و غيرها ممن كانوا في الحكم تحت اسم المفروزينن أمنيا على الرغم من أنه لا صلة له بالاتحاد العام لطلبة تونس و هي القائمة التي أدرجتها النائبة السابقة عن حركة النهضة يامينة الزغلامي و هذا ما اعتبرته محدثتنا مظلمة كبيرة سلطت على الملف سواء من قبل الحكومات أو من قبل المسؤولين على الملف باعتبار ان فكرة المحاصصة الحزبية كانت مسيطرة على الملف نظرا لكون أبناء الاتحاد هم في الأخير أبناء لأطراف سياسية ناشطة منذ زمن بن علي
وزير الشؤون الاجتماعية يخلف بوعده مع المفروزين أمنيا
« …أعلنت الاعتصام منذ فترة بمقر الرابطة التونسية لحقوق الانسان بتونس , بصفتي أحد المفروزين أمنيا و المدروج اسمي منذ سنة 2015 و لم يتم انتدابي في 3 مناسبات رغم اني كنت شاهدة على انتداب اشخاص تصغرني سنا و أخرى لا علاقة لها بالاتحاد ..
و لم يتواصل هذا الاعتصام نظرا لتجاوب الرابطة مع الملف و أساسا السيد بشير العبيدي كاتب عام الرابطة الذي اتصل بوزير الشؤون الاجتماعية السيد مالك الزاهي الذي كان الملف على طاولته بعد ان تم ادراجه ضمن ملفات وزارة الشؤون الاجتماعية للتثبت فيها منذ أن كان السيد محمد الطرابلسي وزيرا لها … و منذ ذلك التاريخ الى اليوم و نحن ننتظر الرد النهائي … » هكذا حدثتنا فردوس عن بداية مسار ملف المفروزين أمنيا مع حكومة 25 جويلية
و في نفس السياق صرح أحد المتظاهرين أمس : » أن الملف مركون على طاولة وزير الشؤون الاجتماعية منذ توليه هذا المنصب و قد سبق له ان أعطى وعودا تفتح باب الامل في غلق الملف و انتداب المعنيين بالأمر في أجل لا يتجاوز شهر مارس و لكن السيد الوزير اليوم ينتهج سياسة المماطلة كغيره ممن سبقه
و بالعودة الى محدثتنا في هذا السياق : » تعاملت الرابطة التونسية لحقوق الانسان بكل جدية و أمانة مع الملف الذي كانت على دراية بتفاصيله منذ البداية , و تم الاتفاق على رفع هذه المظلمة و اتصل السيد بشير العبيدي بالسيد الوزير الذي طلب مهلة للتثبت من الأسماء المدرجة بالملف و البحث مع الحكومة الحالية عن إمكانية انتداب باعتبار أن الاتفاق مبرم و حاصل منذ 18 جانفي 2016 وقد أكدت محدثتنا أنه تم الوعد شفاهيا بأنه سيتم الانتداب في أقصى تقدير في شهر مارس و هو ماصرح به لهم السيد ياسين عزازة مستشار وزير الشؤون الاجتماعية
و في هذا الاطار اتصلنا بالسيد ياسين عزازة للاستفسار حول مال الملف و اخر المستجدات فيه الا أننا لم نتمكن من التحصل عليه
و قد أضافت فردوس الزعيبي « الملف واضح و جلي و القائمة موجودة و جلسات الاستماع قد تمت و نحن الى اليوم في انتظار عملية التأكد و التثبت التي انتهت بشكل اخر من المماطلة اذ ان الملف الى اليوم في انتظار التأشير من رئاسة الحكومة منذ أكثر من شهر . و هو ما دفعنا الى التحرك امام رئاسة الحكومة من أجل مقابلة الكاتبة العامة لرئاسة الحكومة التي علمنا أن ملفنا فوق طاولتها … و لكن تعرضنا في ذلك اليوم الى اعتداءات من البوليس و انكار تام لوجود أي قائمة للمفروزين برئاسة الحكومة
في الاثناء اتصلت شخصيا بالسيدة الكاتبة العامة و قدمت مطلبا رسميا لمقابلتها لم يتم الإجابة عنه الى اليوم , لأتحصل عليها هاتفيا لتعلمني صراحة أن الملف لم يصلها . و هنا تأكد محدثتنا على تلاعب الحكومة بالملف بشكل واضح
قائمة جاهزة و أخرى يجب ان تلحق في اقرب وقت
هناك قائمة لقدماء الاتحاد العام لطلبة تونس لم تدرج ضمن قائمة 818 و لم يقوموا بجلسات استماع بمجلس النواب و هم أببناء الاتحاد و أبناء الساحة لا نعرف أسباب عدم ادراجهم ضمن القائمة الاصلية و لكن من حقهم ان يكونوا معنيين بالانتداب و تمتيعهم بحقهم في العمل ليكون المسار هو فرض القائمة الاصلية ثم الدفع نحو ضم بقية القدماء بالقائمة الثانية خاصة و ان عدد القائمتين لا يمكن ان يشكل أي عبء على الدولة أو ميزانية الدولة و هذا اتفاق شخصي بيني و بين السيد بشير العبيدي يمكن تطبيقه خاصة في ظل عديد الشغورات بالوزارات
نحن اليوم بين المطرقة و السندان بين قائمة أصلية لم يتم انتدابها و قائمة ثانية لم تلحق بالقائمة الأصلية على الرغم من انها تضم قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس لا أشخاصا وهميين
و في ختام حوارنا أكدت فردوس الزعيبي ان هذه الحكومة التي اتخذت عبارة الشعب يريد شعارا لها لا تختلف عن غيرها من الحكومات التي سلطت مظلمة كبرى على ملف المفروزين أمنيا طيلة عشر سنوات و اليوم ترى فردوس الزعيبي و رفاقها أن الشارع هو الحل و يأكدون أنهم لن يتراجعوا عن حقهم في العمل و الانتداب كلفهم ذلك ما كلفهم حتى الموت