بعد ولادتك مباشرة تنتظرك الكثير من الامور التي يجب عليك القيام بها يجب ان يكون نموك متزنا ان تضحك عندما ينظرون لك ان تتعلم الكلام والحروف والعد والنطق بشكل صحيح كل ذلك يجب ان تفعله وانت لازلت لا تعرف حتى لماذا انت هنا

لا يسعفك الوقت بان تتحرى وتسال عن كل ما يدور بوجدانك اسئلة كثيرة ربما تولد وتموت معنا ولا نجد لها اجابة حقيقية

من اين جاء العالم؟ كيف تدور الارض بكل هذه الدقة والتوازن؟ اين سنذهب بعد ان تنتهي رحلتنا على سطح الارض؟

ستتلقى اجوبة علمية ومثالية وروحية انا اعرف انها لن تشفي غليلك ولا أحد يستطيع ان يجزم مائة بالمائة ان اجابته صحيحة

فلا أحد يا صديقي يمتلك الحقيقة

ومع ذلك ستتعصب لأفكار وتقدس اخرى وتنحاز انحيازا واضحا لواحد من النظم او الاديان او الفلسفة المهم أنك مهما حاولت ان تكون متفردا ومتميزا ولو بطريقة بسيطة سيصنفونك تصنيفا قد قرروه مسبقا ويضعونك في خانة ما في مربع ما في نظام وفكر ما

لن تكون الاول او الاخير المحكوم بالماضي لقد قسم العالم قبل وجودك الى معسكر مادي واخر مثالي وأطلقوا وصومهم وعناوينهم على كل شيء

انت محاط بحقل مفاهيمي مضبوط وبدقة وليس من السهل ان تغير منه او تؤثر فيه وما عليك الا ان تحرز تقدما وان تحمل على عاتقك كل ما قرروه لك سلفا لذلك اعلم ايها الانسان ان انطلاقتك الاولى لم تكن لحظة بداية الام بطن أمك

انت وريث لكل افكار من سبقوك ومن قرروا قبلك ومن تجرؤوا على البحث واتبعوا طريق المعرفة واهدوا لك سنوات من الجهد والتعب والتفكير والتساؤل وما عليك الان الا ان تفكر انت ايضا وتترك بصمة قبل أفول نجمك

او ربما لن يسعفك الحظ في ان تتأمل مثلي ستكون مشغولا باليومي الذي سوف يقضي على دهشتك وتساؤلاتك وكل ابداع فيك

ربما لن تتاح لك فرصة النظر الى السماء في الليل ستكون مرهقا وتنام بسرعة بعد يوم شاق بين المواصلات ومقاعد الدراسة لتحصيل علم ربما سيساعدك لاحقا في كسب قوتك ولكنه لن يجيب على جوهر اسئلة تزورك في كل مرة تعرضت لموقف تطلب منك ان تفكر بهدوء

او أنك دخلت فعلا وشيكت علاقات انتاجك الخاص ولا تفكر ابدا كيف يمكن ان تكون الخيارة خيارة إذا كان 99 بالمائة منها مكون من الماء؟

مالذي يجعلها خيارة؟ ما هو المكون العجيب الذي جعلها بذاك اللون والشكل

صدقني رغم محاولاتي الكثيرة في معرفة موقف الخيار من وضعه دائما وتقديمه كسلطة لازلت لم اتوصل الى الان الى اجابة تشفي فضولي

هل فعلا يحبذ الخيار ان ندعوه خيارا ام ان لديه خيار اخر؟ وهل كان سيتغير العالم لو أطلقنا عليه اسم طماطم ولم اتفقت البشرية في موضوع الخيار وتسميته ووصفه ووضعه مع باقي الخضراوات ولم يتفقوا في حقائق اعتبرها حقيقة مصيرية ومهمة وتستحق الاتفاق عليها أكثر من تسمية هذه المادة

لا اعرف ولكنني اسعى جاهدة في موضوع الخيار فليس لدي خيارات كثيرة فانا لا اعمل ولا ادرس الان و لدي متسع من الوقت للبت في هذا الموضوع الحارق بالنسبة لي اما انت فمنشغل بتحصيل اموال لن تكفيك لقضاء بقية الشهر مرتاح البال انا لا الومك فالحياة خيارات وانا سأختار ما اريد

خلود هداوي

Article précédentتصفيات افريقيا المؤهلة لمونديال قطر2022: تونس تنتصر على زامبيا VIDEO
Article suivantقلق كبير لتنامي وتيرة التشهير وهتك الأعراض ونشر المعطيات الشخصية لصحفيين