بين الإجراءات الرسمية المعلنة والشهادات من قلب الحدث: ما مصير الجالية التونسية بأوكرانيا ؟

  • متابعة ومقال ل:ريم شعباني

تَبَايُنٌ بين ماتتناوله الخارجية التونسية وتؤكد عليه من جاهزية ومواكبة للوضع وانتشار شهادات حول  صعوبات مختلفة من جزء من التونسيين.ات العالقين.ات في مختلف المدن الأوكرانية وعائلاتهم : فأين يكمن الخلل؟

بينما أكد البيان الصادر يوم أمس عن وزارة الخارجية التونسية على الجاهزية التامة لتأمين الرحلات الجوية اللازمة حال دخولهم إلى الأراضي الرومانية والبولندية، ظل عدد كبير من الجالية التونسية متمسكا بضرورة متابعة السلطات لمرحلة ما قبل التنقل إلى المعابر الحدودية أين وجدوا أنفسهم مضطرين للتعامل مع المجهول قصد التمكن من ضمان حافلة تقلهم عبر طريق محفوفة بالمخاطر إلى أقرب منطقة حدودية.كييف، دنيبرو، خاركيف، أوديسا؛ عاش فيها عدد من التونسيين عزلة عن أي مساندة أو متابعة من قبل دولتهم فاضطروا إلى إيجاد حلول فردية وأحيانا جماعية تقاسموا تكاليفها وأعبائها مع أصدقائهم تارة ومع جاليات ذات جنسيات مختلفة تارة أخرى


(صور من الحافلة التي خرجت من مدينة دنيبرو عشية يوم أمس وكانت تقل عددا من التونسيين)

استقل محمد ياسين اللومي، المقيم بمدينة دنيبرو، الحافلة صباح هذا اليوم ليقطع مسافة 1200 كم في اتجاه بولندا على مدى 25 ساعة وهو يعلم مسبقا أنه سيكون مطالبا بالنزول عند معبر Shehyni ليقطع مسافة إضافية تعادل الـ 17 كم مشيا على الأقدام. وبعد عدة محاولات للحصول على تفاعل رسمي من بلده، دون الطالب ياسين رسالة للسلطات قائلا :

« نحمل في الباص علم تونس حتى وإن تجاهلتنا السلطات، نتمسك بحب وطننا حتى وإن دفعونا  إلى كرهه دفعا »

لا يختلف الأمر كثيرا عند المعابر الحدودية، بل لعله اسوأ. إذ يواجه التونسيون الذين تمكنوا من الوصول إلى هناك صعوبات مختلفة من تمييز عنصري وتصرفات عدوانية إضافة إلى قسوة العامل المناخي

صورة من الحدود البولندية

يقول الطالب رائد والذي يشق طريقه الآن نحو الحدود الرومانية

«  غامرنا وحاولنا الوصول إلى أقرب نقطة لرومانيا بمفردنا وكنا متواجدين في ملجأ يبعد حوالي 80 كم عنها» مؤكدا على أن إحساس العجز قد سيطر عليهم في مرحلة ما حين عاينوا مباشرة حالة التأهب الديبلوماسي المحيط بالجاليات المرافقة لهم والتي كانت تمدهم بمعلومات جهاتهم الرسمية وفي المقابل كانت الضبابية مسيطرة على بعض الاتصالات التي تمكنوا من اجراءها مع بعض ممثلي السلطات التونسية.

كما أشار إلى أن إمكانية بقائهم إلى حدود اليوم داخل أوكرانيا وتحت القصف كان واردة جدا لولا تعويلهم على أنفسهم

على ضوء كل هذه المعطيات، رأى البعض أن الفجوة الحاصلة بين حزمة الإجراءات والتعليمات المعلن عنها وبين ما تعيشه الجالية على أرض الواقع يتطلب تدخلا سريعا وقائما على تسخير على الموارد البشرية، المادية واللوجستية بسفارات تونس المجاورة لدولة أوكرانيا  لبعث خلايا إنصات ومتابعة ميدانية  تتوزع جغرافيا على كافة المعابر الحدودية على غرار بولندا وملدوفيا ورومانيا، وتتكفل باستقبال التونسيين القادمين من أوكرانيا وتسهل إجراءات عبورهم الحدود في ظروف إنسانية وآمنة

من جهة أخرى، استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم الأحد رئيسة الحكومة ووزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارح. وقد أكد خلال لقائه معهما على

« ضرورة توفير كل الظروف المناسبة للتونسيين العالقين في أوكرانيا أو ببعض الدول المجاورة ومساعدة الراغبين منهم على العودة» مشددا على أن :  « الدولة التونسية لن تبخل أبداً حتى على شخص واحد بالاحاطة والرعاية في كل مكان»


من اجتماع رئيس الجمهورية مع رئيسة الحكومة ووزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج

Article précédentالاجندة الجبائية لشهر فيفري 2022
Article suivantUN PEU D’HISTOIRE : Europe-Russie : les occasions manquées