Africa Sports

كأس العرب: المدرسة المغربية تحسم النهائي… بصمة تدريبية صنعت البطل ورفعت النشامى إلى القمة

Spread the love

قراءة طارق الجويني

بإدراكنا النهائي، وصلنا إلى المباراة الفاصلة التي حدّدت بطل كأس البطولة العربية، مواجهة جمعت أحسن منتخبين في الدورة: المنتخب الأردني والمنتخب المغربي، نهائي يليق بما قدّمه الطرفان من مستوى، شخصية، وروح تنافسية عالية

ومن دون أي جسّ نبض، اشتعلت المباراة منذ الدقيقة الرابعة، حين سجّل أسامة طنان هدفاً تاريخياً بتسديدة يسارية مذهلة من وراء خط منتصف الميدان، مستغلاً تقدّم الحارس يزيد أبو ليلى، ليمنح أسود الأطلس تقدّماً مبكّراً ويعلن عن نهائي ناري بكل المقاييس

البداية الدراماتيكية أربكت منتخب النشامى، الذي حاول إعادة تنظيم صفوفه والعودة في النتيجة، غير أن المنتخب المغربي استغل المساحات وخلق ثلاث فرص حقيقية لمضاعفة التقدّم، لكن الحارس يزيد أبو ليلى كان سداً منيعاً، أنقذ كل الكرات الخطيرة وحافظ على حظوظ منتخب بلاده قائمة. لينتهي الشوط الأول بتقدّم مغربي (1-0)

مع انطلاق الشوط الثاني، عاد اللقاء ليشتعل من جديد. دخل المنتخب الأردني بقوة، وتحصل على ركنية في الدقيقة الثالثة، لُعبت بسرعة، وعبر عرضية متقنة من أبو طه ارتقى لها علي علوان برأسية رائعة أسكنها الشباك، معدّلاً النتيجة
ودخلت المباراة بعدها في سيناريوهات هيتشكوكّية، خاصة إثر إعلان الحكم عن ضربة جزاء للنشامى بعد لمسة يد داخل المنطقة، تقدّم لها الهدّاف المتألّق علي علوان ونجح في تحويلها إلى هدف ثانٍ للأردن

تواصل نسق الكرّ والفرّ وتبادل الفرص بين المنتخبين، لا سيما بعد أن لعب المدرب طارق السكتيوي أوراقه الهجومية بإقحام هدّاف نصف النهائي عبد الرزاق حمدالله في الدقيقة 72، الذي شكّل خطراً متواصلاً على الدفاع الأردني، إلى أن نجح في الدقيقة 87 في اقتناص كرة مرتدّة من الحارس، معدّلاً النتيجة، ليحتكم الفريقان إلى الأشواط الإضافية

في الوقت الإضافي، تواصل جنون النهائي. سجّل أبو طه هدفاً ثالثاً للأردن بتسديدة يسارية رائعة، لكن الحكم ألغاه بعد العودة إلى الـVAR لوجود لمسة يد سابقة. وردّ المنتخب المغربي في الدقيقة 100 إثر ركنية، ليتمكّن القنّاص الذهبي عبد الرزاق حمدالله من تسجيل الهدف الثالث في المباراة والثاني له شخصياً

حاول منتخب النشامى العودة حتى آخر لحظة، ولم يرمِ المنديل، لكن هدف حمدالله كان كلمة الفصل، مانحاً المنتخب المغربي فوزاً مستحقاً ولقبه العربي الثاني في تاريخه

تحيّة تقدير وإعجاب كبيرة للمنتخب الأردني على دورة استثنائية وأداء مشرّف حتى آخر ثانية… نهائي يُحفظ في الذاكرة، وكرة عربية تُرفع لها القبعة

الجوائز الفردية للبطولة

🏆 جائزة اللعب النظيف: المنتخب السوري

⚽ جائزة هدّاف الدورة: علي علوان (6 أهداف)

⭐ جائزة أفضل لاعب: ربيع حريمات

🧤 جائزة أفضل حارس: مهدي بن عطية

ملاحظة إضافية

لا يمكن المرور على هذا النهائي التاريخي دون التوقّف عند البصمة المغربية الواضحة في التطوّر الكبير الذي شهده منتخب النشامى منذ سنة 2023، بدايةً مع حسين عمّوطة، وصولاً إلى العمل المتواصل والناجح للمدرّب جمال السلامي حالياً. تطوّر في الشخصية، في الانضباط التكتيكي، في التحوّل السريع، وفي الذهنية التنافسية… كلّها عناصر تعكس مدرسة تدريبية مغربية باتت حاضرة بقوّة في الكرة العربية.

واللافت في نهائي اليوم، أنّه مهما يكن المنتخب المتوَّج بالكأس، فإن المدرّب الفائز سيكون مغربياً بالضرورة… معطى دالّ بعمق على قيمة الإطار الفني المغربي وتأثيره المتزايد قارّياً وعربياً.

ملاحظة أخيرة
المدرّب الخلوق والمتميّز طارق السكتيوي يواصل تأكيد مكانته، ليس فقط كقائد داخل المجموعة، بل كمدرّب عالي الكفاءة والرؤية. أينما كلّفه الاتحاد المغربي بمهمّة، يعود متوّجاً: من برونزية أولمبية مشرّفة، إلى قيادة المنتخب الرديف للتتويج باللقب العربي والعودة به إلى المغرب. مسار يختصر الاحتراف، الهدوء، والنجاعة… ويستحق كل التقدير والاحترام.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *