Culture

موعد العُرس يقترب… والكاميرا الصغيرة تستعدّ

Spread the love

بقلم شيراز ثابت

مع اقتراب موعد عرس أيّام قرطاج السينمائية، تبلغ الاستعدادات أوجها. تحملها رفيقتها بين راحتيها، تهمس لها بابتسامة، تربّت على سطحها الأملس، تمسح بلّور عدستها، وتتفقّد شاحنها والمولّد… فصيانة المعدّات أمر لا يُستهان به، خصوصًا حين يكون الحدث استثنائيًا كهذا
الأميرة الصغيرة – الكاميرا – تستعد لماراطون طويل، مشوّق، لا ينام

البداية من مدينة الثقافة

ها هي تتقدّم بخطى ثابتة نحو مدينة الثقافة، لتُعلن اعتمادها رسميًا كمُغطّية لهذا العرس السينمائي. تدخل القاعة التي تزيّنت بمعلّقة أنيقة تختزل الفكرة وتوضّح الرؤية
و… «تك»!
أوّل ومضة لأول صورة توثّق فعاليات الندوة الصحفية المعلِنة عن هذه الدورة، رؤيتها وتوجّهاتها

يجلس الصحافيون، وينتصب خلفهم المصوّرون كجنود على خطوط المعركة. يتجوّل المصدح بين أعضاء الهيئة المديرة، كلّ دورة تحمل بصمتها الخاصة. ثم ينتقل الميكروفون إلى الصحافة للسؤال والاستفسار، فيما تواصل الكاميرا التقاط التفاصيل الدقيقة، استعدادًا لبثّها للجمهور المتعطّش لأخبار الأيام

في النهاية، يُقفل اللقاء على قدر كبير من التشويق، ويُوزّع كتيّب أنيق الألوان: دليل الأيام… أفلامها، عروضها، وقاعاتها

الاستعداد لليوم الموعود

تخلد الكاميرا لراحة قصيرة، بينما يتكفّل رفيقها ببرمجة الأفلام والندوات التي سيواكبانها. جدولة دقيقة ليتمكّنا من متابعة أكبر قدر ممكن من العروض

الليلة الافتتاحية… تحت الأضواء

تحت الأضواء الملوّنة الراقصة، والموسيقى الصاخبة، تجد الكاميرا مكانًا بين زميلاتها، مختلفةً عنهن شكلاً وحجمًا ونوعًا، لكنها متأهّبة. تقف خلف الحاجز الفاصل عن السجاد الأحمر، ثم تبدأ في التصويب نحو النجوم وهم يتقدّمون بضحكات، وهمسات، وأناقة

إنها لحظة احتفال بميلاد الدورة… لحظة اللقاء الأول.
الكل يسعى لاصطياد أجمل الإطلالات، أطرفها، وأغربها

حين يُفتح الستار

يصمت الجميع
إلّا هي
فدورها أن تستنطق الصمت

ينطلق الاحتفاء بالفن السابع. الشاشة الكبيرة تتوهّج، تفتح نافذة الحياة، وتجمع عشّاق السينما والتصوير والإبداع. شريط ذكريات، ضيوف للتكريم، كلمات افتتاح… ثم يبدأ المشوار

ماراطون فني لا يهدأ

نهار يتّصل بليل، قاعات سينما بفضاءات ثقافية، «ماستر كلاس» بندوات فكرية
ركض ولهث بين هنا وهناك، كلّ ذلك لأجل توثيق اللحظة وإيصال الفكرة

هي تخمة سينمائية منعشة، رحلة عبر الزمان والمكان، تفكير، بحث، جمال، مشاهد تُخطف بالعين
لم يغمض للأميرة جفن منذ انطلاق الدورة. لكن لا بأس… فأيّام قرطاج السينمائية هي عائلتها الكبرى، والفيلم في النهاية ليس سوى مجموعة ومضات متناسقة

الختام… ليلة الانتصار

يكون الفراق عادة مؤلمًا، لكن هذه الليلة مختلفة
ومضات العدسات تتوالى، توثّق لحظة تتويج عشّاق السينما: فنانون، مخرجون، مؤلفون، مصوّرون… جميعهم عانقوا الإبداع واستحقّوا وسام قرطاج، تانيت الحبّ، والتميّز، والأصالة

يسدل الستار على نشوة الاحتفال، وعلى أمل لقاء قادم بلون فني جديد، متجذّر في التاريخ، مستشرف لقضايا المستقبل

وإلى الرفّ… ترتاح بعد العرس

تتنفّس الكاميرا الصغيرة بعمق، مطمئنة الضمير بعد جهد كبير. تعود إلى ركنها على الرفّ، حاملة عنوانًا واحدًا

«أيّام قرطاج السينمائية… دورة استثنائية موثّقة بالصور بإمضاء الأميرة الصغيرة»

Photos © Baha Thabet

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *