- انتصر ڤصارة –
عندما تتخلى الدولة عن وعودها و اتفاقاتها تجاه الفنان يكون الفن و الايمان هو الداعم الأول و الوحيد في ظل هذا الخذلان
بلال العلوي فنان مسرحي حلم بأن يكون الملهم للطفولة المهمشة و المنسية في الجهات , فكان مشروعه أن يعلمهم كيف يكون الحلم و كيف يتحقق من خلال المسرح و الكتب.فكان التكتك الرابط العجيب بينه و بين هؤلاء الأطفال في عدد من الولايات و القرى المنسية على غرار منطقة الصخيرات و غيرها من المناطق التي لم يخطر للدولة يوما التفكير في زيارتها أو الوصول اليها , الا انه و من خلال هذا التكتك حظي الأطفال بعروض مختلفة في مسرح العرائس و أعجبوا به و كان بمثابة القارب الذي نقلهم الى عالم جديد , عالم يحلو فيه الحلم و يطغى عليه الامل في غد أفضل و وطن افضل
اليوم و بعد فترة طويلة من هذه التجربة لقي بلال اعجابا كبيرا من قبل وزارة الثقافة التي أعلنت عن دعمها له و مساندتها و تشجيعها لمثل هذه المبادرات الفريدة و المميزة و التي تساهم في تطوير عديد القدرات الذهنية و الفنية لدى الطفل , خاصة في غياب مثل هذه الفنون على الولايات الداخلية و المهمشة .الا أن هذا الدعم لم يدم طويلا اذ تخلت الوزارة بعد مدة على وعودها و اتفاقاتها مع بلال العلوي و هو الذي التزم بعديد النشاطات و تقدم خطوات كبيرة في مشروعه و بادر بالإنفاق , في المقابل لم تفي الوزارة بأي من وعودها و هو ما جعل بلال في وضعية مادية حرجة للغاية و خلق لديه أزمة خانقة
وسط كل هذه العتمة يظهر نور الفن ليكون النقطة المضيئة « للتكتك الثقافي » و ذلك من خلال حفل فني تضامني نظمه كل من الفنان ياسر جرادي و الفنانة لبنى نعمان مساء الاحد 27 نوفمبر 2022 بقاعة « الريو » بالعاصمة و قد كان هذا العرض تحت عنوان « نغنيو لافروديت » , عرض موسيقي فريد عبر فيه ياسر عن تضامنه المطلق مع بلال الفنان قائلا : » بلال كان ينتج في أعمال تناستها الدولة أو لنقل أنها تغافلت عنا , ألا و هي إعطاء فرصة للشباب و الأطفال لاكتشاف و مشاهدة عروض مسرح عرائس و غيرها , لكن للأسف وجد نفسه في وضعية صعبة بعض الشئ و الدولة للأسف لم تنسى فقط بل أيضا تخلت . و لهذا نحن اليوم هنا لنثبت أننا يمكن أن نكون نحن وزارة الثقافة و أن تخلي الدولة لا يعني الاستسلام تلك المناطق هم أبنائنا و من واجبنا الوصول اليهم حسب جهودنا و بالحب و الفن .. » و قد خاطب ياسر في هذا الحفل تونس الدولة تونس المسؤول و تونس الوزارات من خلال اغنية « شبيك نسيتيني » , و خاطب تونس الوطن تونس الأم فغنى لها « ماتخافيش
اما لبنى نعمان الذي كان حضورها استثنائيا في هذا العرض فقد اعتبرت ان بلال العلوي هو صانع لحلم الأطفال و هو الذي ادخل فيهم الامل و الحب , فغنت للحب و للوطن و للمرأة و كان حضورها على الركح مليئا بالبهجة و التفائل الذي خلنا انه غاب عنا , لنؤمن من جديد أن نور الطموح و الحب أقوى من عتمة التهميش و الخذلان